{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ونرى كم الفارق بين أولئك المؤمنين الذين يبكون من شدة رغبتهم في الجهاد فحزنوا لأنه ليس بأيديهم ما يقدمون، ولا ما يتحركون به، وبين تلك النوعية التي هي مقتدرة وأنعم الله عليها وبيدها المنال والمال والإمكانيات لكنها مع ذلك تتخاذل وتتهرب من المسئولية، وتحاول أن تحشر نفسها لتبقى مع الخوالف، فارق عجيب، فارق عجيب، هؤلاء لا. وهم مستطيعون أن يتحركون متحملون للمسئولية، ولا عذر لهم عند الله سبحانه وتعالى في تخاذلهم وفي تهربهم من المسئولية، وهنا يؤكد {وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} وقد سبق قبلها {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} وفعلاً من يرضى بأن يكون مع الخوالف ويهرب من طريق الكرامة والعزة والخير والشرف، ويرتضي لنفسه الدون والهوان والذل فقد طبع على قلبه {فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}.
اقراء المزيد